المسرحيات العالمية المترجمةبرتولت بريخت

مسرحية حياة غاليليه – برتولت بريخت

تتحدث المسرحية، إذاً، عن العالم الإيطالي النهضوي غاليليو غاليلي، عبر 15 فصلاً. منذ بداية هذا العمل نعرف أن غاليليو يعيش بفضل مرتبه كمحاضر جامعي في مدينة البندقية (كانت جمهورية ذات حكم ذاتي في ذلك الحين)… وهو يبدو لنا نهماً إلى العلم والمعرفة نهمه إلى الطعام وملذات العيش. أما أقرب المقربين إليه في المسرحية فهو ابنته فرجينيا وتابعه أندريا، الفتى الموهوب علمياً. وغاليليو يستخدم في بحوثه العلمية منظاراً مقرباً ألماني الصنع لا يكف عن الزعم أنه من اختراعه، وهو يراقب به النجوم وحركة الفلك ليؤكد أن كوكب الأرض ليس سوى واحد من كواكب كثيرة، وأنه ليس مركز الكون كما تقول الكنيسة، بل مجرد كوكب يدور حول الشمس. ولما كان غاليليو فقيراً، لا يستفيد كثيراً من عمله العلمي، يقرر ذات يوم أن يقصد قصر الدوق حاكم فلورنسا سعياً وراء منفعة مادية. في تلك الأثناء، يكون كبير فلكيي البابوية في روما قد أفتى بصحة نظرية غاليليو المتعلقة بدوران الأرض حول الشمس، بيد أن السلطات الكنسية، تتحفظ بشدة على ذلك انطلاقاً من أن نفي مركزية الأرض، سيؤدي إلى طرح الكثير من الأسئلة حول كل سلطة من السلطات وصولاً إلى سلطة الكنيسة. وإذ يخشى غاليليو عواقب مجابهة الكنيسة، وإذ يتورع في الوقت نفسه عن التراجع عن منطقه العلمي، يقرر الصمت وعدم البوح بأي رأي جديد طوال ثمانية أعوام. وعند نهاية ذلك يكون الكاردينال باربيريني، العالم المتفتح قد أضحى بابا تحت اسم أوربانوس الثامن… هنا، تبزغ آمال غاليليو من جديد، لكن محاكم التفتيش تكون في المرصاد، فتقنع البابا بأن السكوت عن نظريات غاليليو سيكون مدمراً للكنيسة. أما غاليليو فإنه بعدما تعرض أمامه أدوات التعذيب و «الإقناع» التي تمتلكها تلك المحاكم، يقبل بالتراجع عن نظرياته. هنا، أمام هذا الموقف «الانتهازي» يشعر أندريا بالغضب من أستاذه «المتهافت» و «الجبان»، ويتخلى عنه فيما تواصل فرجينيا العناية بأبيها الذي أضحى الآن مكتهلاً. ويمر وقت طويل يقوم بعده أندريا بزيارة أستاذه الذي أضحى اليوم يعيش تحت رقابة محاكم التفتيش. ويسرّ إليه غاليليو بأنه، وفي تكتم شديد، أنجز صوغ أسس فيزيائية جديدة، فيدرك أندريا أن نكوص أستاذه إنما كان لاكتساب الوقت لا أكثر، فيما يعترف غاليليو أمامه، بأن ما دفعه إلى التراجع أمام الكنيسة، إنما كان خوفه من العذاب الجسدي لا أكثر… ويدين نفسه أمام أندريا لأنه غدر بعقله وخان ضميره العلمي وإن كان ذلك وفر له وقتاً إضافياً مكنه من متابعة عمله وبحوثه… ويقول لتلميذه أنه إنما يرى في إخفاقه جذور اغتراب العلم عن الأهداف الإنسانية، وإذعاناً من العالم إزاء سلطات القمع… وينتهي الأمر بأندريا أن يُهرّب ما دوّنه غاليليو من نظريات جديدة إلى خارج إيطاليا.

22

تذكر أنك حملت الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى