كتب سياسية

كتاب موسوليني وهتلر (قصة تشكيل الحلف الفاشي) – كريستيان غوشيل

للوهلة الأولى ، يبدو أن الزعيمين يشتركان في الكثير من أوجه التشابه. فكلاهما من أصول متواضعة وقدِما من مناطق نائية نسبياً. وكلاهما كانا يتمتعان بالكاريزما. وكلاهما صعد إلى السلطة باستخدام مزيج من العنف السياسي وما كان يبدو وسائل قانونية للسيطرة على السلطة في بلديهما في مناخ أشبه بحرب أهلية. وكان كل منهما يركز باستمرار على صفاته الرجولية ونزعته العسكرية . وكلاهما وعد بتوحيد الجماهير من خلفهما وتحويل بلديهما إلى قوتين عالميتين. حاول كلاهما ، بدرجات متفاوتة ، الحفاظ على التوازن بين القمع وخلق إجماع جماهيري. كلاهما كانا قاسيين وعازمين على إقامة ما يريانِه إنه نظام عالمي جديد من خلال الحرب والغزو. كلاهما تبنى سياسات داخلية وخارجية موجهة نحو الحرب ، مع نتائج مختلفة جوهرياً ، بالنظر إلى الأداء الاقتصادي المتباين لأمتيهما وثقافاتها السياسية المتميزة. . ومع ذلك، فإن علاقتهما لم تكن محفوفة بالتوترات فقط ، بل ببعض التناقضات الأ يديولوجية والتنافس الشخصي، ولكنها أيضاً شُكِلت من خلال سياقات قومية مختلفة جداً كانا يعملان من خلالها. كان هتلر يمتلك أيديولوجية رصينة وأكثر وضوحاً ، ترتكز على معاداة السامية والتوسع حسب نظرية المجال الحيوي نحو ضم أراضي أوروبا الشرقية ، مقارنة مع ما كان لدى موسوليني .

ومن الواضح أن معاداة السامية كانت تشكل لدى هتلر والنازيين موضوعاً مركزياً وقادت إلى ارتكاب مجازر الهولوكوست ،بينما في إيطاليا ، أصبحت العنصرية المحلية التي بُنِيت على حالات الفصل العنصري التي مورست في المستعمرات الإيطالية أكثر وضوحاً فقط مع ترسخ العلاقات الفاشية – النازية في منتصف وأواخر الثلاثينيات. وفي الوقت نفسه ، أدت علاقتهما التي بدت أمراً مستبعداً لأن الزعيمين كانا قد حاربا على الجانبين المتقابلين في الحرب العالمية الأولى التي خسرتها المانيا ، إلى إخفاء حقيقة أن كلا الرجلين لم يكونا ودودين ولا محل ثقة . تظاهر موسوليني بأنه رب العائلة في إيطاليا، في حين أن هتلر صوّر نفسه شخصاً شديد الإخلاص للأمة الألمانية.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى