قريبا

كتاب أقصى ما يمكن – مصطفى ذكري

“أسطى، صاحبُ حرفةٍ يدويّة، هوايته تحويل الحديد الخردة إلى روائع من الحديد المشغول.” – محمد الفقي.

“على مستوى البناء فمن الجلي أن مصطفى ذكري يستبدل الأسلوب بفكرة البناء نفسه، مقدمًا نماذج لتأمل وحدات البناء: الكلمة والحرف، ولوج معمل الكتابة، وإجراء اختبارات على تفاعلات الحروف والكلمات والجمل اللغوية، وإقصاء كل ما هو صاخب دراميًا، والحفر بأدوات المعمل في المناطق الضعيفة جدًا التي تبدأ مباشرة بعد ذروات الدراما والانفعال. وليذهب المبنى إلى الجحيم. خيانة متعمدة للبناء، الذي أظنه غاية الكتابة ومنتهاها.” – إبراهيم فرغلي.

لا تبتعد صورة مصطفى ذكري في كتاب يومياته الجديد “أقصى ما يمكن” كثيرًا عن صورته في الكتابين الأول والثاني. الانفلات من جمود قواعد النوع الأدبي، الإخلاص الصارم للذوق الشخصي، إعادة تدوير الكتابة لاكتشاف احتمالاتها المختلفة في سياقاتٍ جديدة، وخوض الحرب ذاتها مع الكلمة والجملة والفقرة، مرة تلو المرة، وبالدأب ذاته، في محاولته لاصطياد المعاني بأنشوطة الكلمات.

هنا يبدو ذكري مستريحًا تمامًا داخل هذه الصيغة: صيغة “اليوميات”، بأقصى تحريفٍ ممكن لمعناها. هي يوميات حُذِفت تواريخها وأماكنها، ليُقطر فيها معانٍ وأفكار وآراء تعجز عن استيعابها الأشكال التقليدية للأدب. هذا التحريف -من ضمن فوائده العديدة- أنه يتيح لذكري أن يمزج، داخل النص الواحد، فقرة من التأملات الأدبية ذي الطابع السِيَري، بأخرى من الآراء الفنية والأدبية، بثالثة من الهجاء السياسي -وهي العنصر الدخيل الأحدث على كتابة ذكري- دون تعارض يذكر. وتحت ماكينة الأسلوب يُصهر ذكري كل شئ: الأدب والسينما والسياسة والنقد، وحتى صورة الذات، في سبيكةٍ تحمل خِتمه الذي لا تخطئه العين. وبأداة “الشذرة” يقفز مباشرة إلى معانٍ لطالما راودها في أدبه، ليصل بفقرته الأدبية الهجينة إلى حافتها؛ حافة الفكرة وحافة الأسلوب.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى