قريبا

رواية مدائن بابل – شاكر المشيقح

أثناء مشي حسناء برفقة فارس كان ذهنها شارداً، تفكِّر متعجبة: (كيف وقفت ايزابيل، بعد دخول الحمراء؟ كيف كانت ترسم الصليب على صدرها؟ وكيف كانت ترقص على جثث الضحايا والأبرياء؟ كيف أطاعها قلبها إحراق تلك الكتب في باب الرملة؟ كيف ضاع ذلك الإرث وسُرق؟! كيف هان عليها تغيير أسماء الناس ومعتقداتهم ومحاربتهم ومعاقبتهم إذا مارسوا طقوسهم؟ إنها كاذبة، كاذبة لأنها قالت لكم الأمان، ولكم حرية ممارسة الدين، وتكلم العربية.

ماذا كان ينقصها لو لم يتكلَّموا القشتالية؟! لماذا تجبر أبناء العرب على تعلمها؟ ما كل هذا الطغيان؟! أين تلك العهود والمواثيق، كيف تحمَّلها فيرديناند، كيف عاش مع قاتلة؟! كيف يرتاح بمقابلة سفَّاحة طيلة عمره؟ وينجب منها ستة أبناء! ليت الكاردينال “فالنتيا” لم يسهٍل لهم الزواج. الكثير من الخلق قُتلوا لأجل بناء مملكتها، لم يكن فيرديناند بريئاً لكنه كان أقلَّ منها غطرسة ووحشية، كان همُّه الأموال، والأراضي والعز والجاه، أما هي فليست كأي امرأة، وحدت مملكتين، قشتالة وأراغون، وتسمعٌ كبير المفتشين يقول: “لنتركهم وما يعبدون”، لكنها قالت: لا، القتل، القتل فقط. ولا ندع الموريكس يمارسون سحرهم وطقوسهم معنا.

وهذا ” توركيمادا” القس الظالم كان يزيد الطين بلَّة، كان يريد أن يتحولوا للكاثوليكية فقط رضاً أو غصباً، سواء كانوا مسلمين أو يهوداً. كل ذلك كان من أجل مايسمونه بـ” حرب الإسترداد” الذي أكملته متجاوزةً الطموح بعد أن أرسلت كريستوفر كولمبوس ليغزوا بلاد الهنود الحمر ويجلب سكانه الأصليين من أجل الإستعباد والطرد.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى