روايات عربية

رواية عصي الدم – منهل السراج

حولت على الفتاة الأولى السويدية، خبر وتعليق سريع عن التفجير ثم نقل حيّ لرياضة الهوكي، تفكر وتقارن بما تراه هنا وما يحدث هناك! تلك المقارنة التي تعرف أنها مجدية، لكنها كوسواس تأتيها، أيّ عدل في هذا العالم؟ هربت من تلك الخلاصة… ما الذي كان يؤمنه لها أبوها وبيتهم؟… وما الذي كان يجعلها هامة بنظر نفسها ونظر من حولها، أخواتها وامها وأقاربهم: وما الذي حدث هناك في البلد الغريب، حتى يسيطر عليها هذا الشعور بالتلاشي؟ أمامها على الحائط روزنامة بصورة سلحفاة، اعتادت فداء أن تشطب على الأيام التي مضت واستخدمت.

نظرت في الأيام القادمة التي لم تشطب ولم تستخدم ونظرت في عروق اليدين، باعدت قبة القميص تتفقد عروق الرقبة والصدر، وكأن الجسد ما زال شاباً وهو في عقده الخامس، ولأيام القادمة بيضاء وفارغة، وتعرف فداء أنها ستُشطب على البياض وعلى الفراغ، راحت تمشي في الشوارع، لا يعنيها شيء مما يدور حولها، حين وصلت إلى فسحة خضراء واسعة تنسفح لتصل إلى بحيرة هائلة الجمال؟ لم تنفر من أصوات الناس يتحدثون اللغة السويدية؟ لِمَ لا يعنيها شيء الآن؟ لِمَ لا تريد صداقة عابرة كصداقة رفيقات مدرسة اللغة؟ لِمَ هي قلقة وغير مستقرة؟ لِمَ لا تحور بها على أمان أوروبا، وأوروبا حلم الكثيرين؟ ألا أنها تشتاق للبيت وممراته؟…

22

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى