الروايات العالمية المترجمة

رواية ضيف شرف – نادين غورديمر

يسوع صغير في رداء أبيض قذر ومعه حلقة من الأتباع ذوي العرف المجعد. فتيات بشراريب الهنود الحمر يستندن على صبيان بسترات صائدي الفراء. غجر متسولون شرقيون. قطاع طرق وسيمون ذوو شوارب، وكلهم يهجمون عليها. مالذي كان يعرفه هذا المهرجان البارد عن حقيقة الشمس الحارقة في سيارة محروقة؟
لحظة انزياح مفاجيء راودتها مثل السطوع الداكن المدوخ الذي يلي ضربة عاصفة. كان هذا هو المكان الذي انحدر منه براي. ثمة وجوه بإمكانها أن تقتفي أثره فيها. كان من الممكن ذات مرة أن يكون، أو لعله أصبح، أياً من هؤلاء الذين يعيشون بشكل مختلف للغاية عن الطريقة التي عاش بها. كان الأمر كما لو أنها اقتحمت ماضياً تركه منذ زمن طويل أو مستقبلاً لن يسكنه أبداً.
لم يكن التفسير الذي قدمه الناس في العاصمه يساوي شيئاًلها. لا معنى له مقابل حقيقة موته كما سمعتها وشاهدتها وشعرت بها عندما انتزعت الزجاج من خده. أياً من كانوا، فقد قتلوه مثل صوص، ثعبان مدهوس على الطريق، بقة مهروسة على جدار، وما فعلوه كان رعباً خالصاً: جنون الانتظار في الخندق، التراب تحت أظافر يديها، لكنها كانت واثقة من أنه كان يعرف من هم. كان سيعرف لماذا حدث ذلك له.
وهي تتمشى حول البرك المرتعشة، نزولاً إلى جادات أوراق الشجر المخضلو كما الجرائد العتيقة، رأت عقُيدات براعم السنة القادمة على الأغصان الجرداء، جساءة الأرض المتجددة بلا نهاية؛ هل هي، أيضاً، سوف تنشد مرة أخرى ذاك البزوغ لجسد مقابل الجسد الآخر إلى أن يتمزق كما تمزق حصاة صغيرة في النهاية سطح بركة راكدة؟

22

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

 

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى