قريبا

رواية حرية الحائر الكاتب – مبارك الدعيلج وعبد الله صايل

أن تكون سبباً في انكسار من تحبّ من أهل وزوجة وولد هو المجال الذي تدور حوله أحداث رواية “حُرَّية الحائر” لمبارك الدعيلج وعبد الله صايل اللذان يسلطان الضوء على ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع العربي وبالأخص في مرحلة الشباب والتي لا يدفع ثمن تبعاتها الشاب لوحده بل كل أسرته.

في الرواية ينفتح السرد بمشهد من داخل سجن (إصلاحية) الحاير في جنوب مدينة الرياض و”فهد” داخله يخضع لبرامج صارمة للإصلاح، وسؤال يؤرقه: ما الذي جاء بي إلى هنا؟ تربيتي؟ أصدقائي؟ أم مجتمعي؟ أم كل ما أحاط بي من عوالم؟هذه البداية التي يضعها الروائيان على لسان السارد، سيتم من خلالها استعادة ذكريات تطغى عليها الندّامة؛ وتشكل امتداداً للوقائع التي عاشها البطل وكانت السبب المباشر لدخوله السجن. وهذه العملية تنطلق من المكان/ قرية “القرينة” والزمان سبعينيات القرن العشرين، حيث عاش “فهد” طفولة هانئة مع أخوته وفي ظل أبوين عرفا كيف يربيان أبنائهما التربية الصحيحة.تتوالى الأحداث في الرواية حتى يكبر فهد وأشقائه وينجحون في تعليمهم وحياتهم المهنية، إلا أن دخول أبي سعد وهو مدير “فهد” في العمل، قَلَبَ حياة الشاب رأساً على عقب فبدأ بتعاطي المخدرات معه، ولم يأخذ في حسبانه أنه سيقع يوماً في أيدي رجال الأمن وبالتالي السجن.

وهكذا ضاع كل شيءٍ في لحظة عندما قبضت الشرطة عليه متلبساً ومعه كمية من المخدرات… وبعد التحقيق تم سجنه لسنوات، وبعد خروجه كانت الأسرة بانتظاره الأبوين والزوجة والأولاد، وقفوا جميعهم إلى جانبه في محنته، ونسوا ماضيه، ولكن الناس لم تنسى ماضي السجن، وهكذا دفعت “نهى” ابنته الكبيرة الثمن مع أول عريس يتقدم لخطبتها، حين جاء الرد من والدة العريس: “بسم الله على نهى ما فيها عيب، ما ودنا اذا جاهم ولد باكر يصير جده لأبوه استشاري عظام وجده لأمه خريج سجون” عند هذه الحادثة عرف فهداً أن كل ماض بالإمكان نسيانه إلا ماضي السجن، كل سجن بالإمكان الخروج منه إلا السجن في عيون الناس.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى