كتب السير والتراجم والمذكرات

كتاب الولع بالزنبق .. سيرة الزهرة التي شغف بها العالم – مايك داش

سيرة الزهرة التي شغف بها العالم” للمؤرخ والباحث في التاريخ الاجتماعي البريطاني مايك داش، وترجمة أكاديمي اردني د. محمد عبد القادر، متخصص في اللغة الانجليزية والتربية.

تتبع المؤلف في كتابه سيرة زهرة الزنبق على امتداد تاريخها الذي ابتدأ من الشرق، وتحديداً من آسيا الوسطى عند النقطة التي تلتقي فيها حدود الصين مع هضبة التبت، مروراً بوصولها إلى أراضي الإمبراطورية العثمانية، وانتقالها إلى أوروبا الغربية، وتركزها بصورة خاصة في هولندا.

جمع الباحث مادته من مصادر تاريخية عديدة، ونقب في مراجع ذات صلة، واهتم بالتفاصيل التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية للأقطار والمناطق التي عرج عليها في كتابه. وفوق ذلك، فقد تتبع تاريخ زهرة الزنبق عبر النصوص الأدبية للشعوب، واللوحات الفنية التي تضمنت في تفاصيل تكوينها زهرة الزنبق، والقصائد التي ورد فيها ذكر الزنبق ليتخذ منها أدلة على ترجيح رأي على رأي آخر، أو ربط معلومة بمعلومة أخرى سعياً وراء إثبات وجهة نظر يراها معقولة.

رغم ان الكتاب مخصص لسيرة الزنبق، إلا أن المؤلف، كباحث نشط في التاريخ الاجتماعي، زاوج بين قصة تطور الزنبق وانتقاله التدريجي عبر مئات السنين إلى أوروبا الغربية، ورصد الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي للمناطق التي وجدت فيها زهرة الزنبق.

على أن أبرز هذه المناطق التي اهتم بها الباحث يتمثل في رصده التاريخي للإمبراطورية العثمانية، التي كانت موطناً هاماً لزهرة الزنبق، بعد انتشارها من آسيا الوسطى وبلاد فارس، إلى أراضي الإمبراطورية العثمانية.

سلّط داش الضوء على عدد من السلاطين العثمانيين أبرزهم السلطان بايزيد الذي أحكم قبضته على منطقة البلقان (1396)، وأُسر فيما بعد من قبل تيمورلنك، ثم السلطان محمد الذي استعاد قوة العثمانيين فتمكنوا من احتلال استانبول.

ومن خلال هذا السرد تبرز صورة الشرق، والشرق الإسلامي بالذات، من خلال السلاطين العثمانيين، حتى ليمكن القول إن فصول الكتاب الأولى هي فصول في “الاستشراق”، ترسم صوراً نمطية للشرق في الذهنية الغربية، وإن كان الكاتب استند في عرضه إلى مراجع تاريخية ومشاهدات وأقوال رحالة وغيرهم بدون أن يتورط هو شخصياً في الكثير من التعميمات.

22

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

 

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى