كتب النقد الأدبي

كتاب كتاب المتاهات والتلاشي … في النقد والشعر – محمد لطفي اليوسفي

سيحاول النقد العربيّ المعاصرة في رحلة بحثه عمّا به يسند القصيدة ويحدّ من يتمها، أن يتستَّر على كلّ هذه المآزق حتّى يوهم، عن قصد أو دون نيّة، بأنّ التأسيس على أشدّه في ثقافة تتلمّس، دون جدوى السبيل المؤدّية للانتصار للكرامة البشريّة المنتهكة في كلّ ديار العرب.

سيحاول النقد أن يوهم بأن ّالقصيدة قد نجت من الخراب العام، وتمكّنت من تأسيس حداثتها وحريّتها في ثقافة لم تجد الطريق إلى التخلّص من طبائع الاستبداد. يكفي هنا أن نلقي نظرة سريعة على الدراسات النقديّة، وسنلاحظ في يسر أن النقد العربيّ المعاصر قد أهمل مسألة المعنى، وصار يتعامل مع النصوص مركّزًا على جانبها التقنيّ مستعيناً، في ذلك بما تيسّر اقتطاعه من مقولات ومناهج مستقدمة من الثقافات الغربيّة عبثًا سيحاول النقد أن يتستَّر على هذه الفضيحة، وينكر ما يتولّد عن خراب المعنى وتهريب القصيدة من تخريبٍ للكتابة يحوّلها عن مقاديرها، ويجعلها تكفّ عن كونها فعل وجود لتصبح قهرًا للكلام عبثاً سيحاول الخطاب النقدي أن يتستر على هذا الواقع الذي افتتح قدّام الممارسات الشعريّ مدار التيه، فتوغلت فيه بعيداً.

عبثاً يظلّ الخطاب النقدي العرب المعاصر يواجه هذا الواقع الفاجع بالسكوت حيناً، وبالمداورة والمواربة والرياء أحياناً، فسواء أهمل النقد هذه الظاهرة أو احتفى بها واعتبرها علامة على الحداثة والابتداء، فإنّ النتيجة تظل واحدة ثمة تواطؤ بين الشاعر والناقد، بل إنّ الناقد والشاعر قد افتضح أمرهما تماماً، وما عزوف المتلقين عن الشعر، الذي اختار تهريب القصيدة والإطاحة بالمعنى وعزوفهم عن الخطابات النقدية الحداثوية التي جاءت تسند هذا النمط من الكتابة الخالية من المعنى، إلاّ التجسيد الفعلي لحجم هذه الفضيحة.

 

22

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

 

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى