قصص عربية

كتاب أبناء الأزمنة الأخيرة – فيصل الحبيني

بدأ يفكر بحياته، وبكل الذي سيخوضه هذا الرضيع. أراد أن يعيد أهم محطات أيامه حتى يخرج منها بقيمة، شيء يستحق أن تدفع الرعب الذي يطلبه العيش كثمن له، ولكنه ارتبك عندما لم يسترجع إلا عدداً لا نهائياً من العصريات التي كان يجلس بها في الديوانية، حيث الأضواء مطفأة، أشعة الشمس الناعسة تمر من خلال النافذة العملاقة، يجلس على الكنبة الأرضية، يشرب الشاي والقهوة، ولا يفكر بشيء، وكأنه ينتظر حدوث شيء ما. ربما إن سأله الصغير الآن: كيف ستكون الحياة؟ سيخبره هزاع: عصريات عديدة خالية، وانتظار لشيء لن يحدث. يا لهذه الكآبة، سيقول الطفل، هذا ما خرجت منه في حياتك، هذا ما ينتظرني؟ وسيخبره هزاع بأن المرء لا يخرج بشيء بتاتًا، هي لحظات قليلة تتذكرها في النهاية، ذكرى لك وأنت جالس وحدك في مكان ما، ذكرى فحسب، قد تكون خيالًا، لن تتأكد أبدًا. إنها لحظات ورؤى هشة لا تستطيع تمييزها حتى. وعندما تموت؟ يسأل الطفل. سيجاوب هزاع بأنهم درسوه عن ذلك، في المرحلة المتوسطة ربما، قيلت حكايات كثيرة ولكنه غير مطمئن، وبالكاد يتذكر.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى