الروايات العالمية المترجمة

رواية شيطان في الجنة – هنري ميلر

يروي هنري ميلر الكاتب الأميركي الشهير قصته الأخيرة مع التسول، التي شكلت منعطفا في حياته البوهيمية بقوله، كنت في باريس أجوب شوارعها، حينما مر بي رجل يرتدي هنداما ينم عن توجهه إلى الأوبرا، وحينما أصبحت قبالته رجوته أن يمنحني بعض المال حينها دفعني الرجل من أمامه بغلظة وتابع سيره دون أن يتفوه بكلمة.
ثم حينما أصبح ورائي أخرج من جيوبه بعض القطع المعدنية ورماها باتجاهي على الوحل حينها شعرت بانحطاطي ومذلتي ومهانتي، لكنني انحنيت على الأرض ولملمت بيدي النقود وأنا أزيل عنها الطين. في تلك اللحظة عاهدت نفسي ألا أتسول بعد الآن وذلك ما فعلت. عرف هنري الذي ولد في عام 1891 في نيويورك، حقيقة الفقر والجوع وكل أوجه الذل والمهانة، حينما كان يعيش في باريس حياة بوهيمية بمحض اختياره. وهذا الكاتب ذو الروح الحرة الثائرة أمضى طفولته في بروكلين، وحينما سجل لدراسة الثانوية في نيويورك، انسحب بعد شهرين فقط لعدم احتماله الروتين الأكاديمي ليمارس بعدها العديد من المهن من سائق تاكسي إلى أمين مكتبة.
يعتمد ميللر في هذا العمل على أدب السيرة الذاتية أسوة بجميع أعماله وهو ما تميز به عن أقرانه من الأدباء، ولغته في هذا الكتاب تتميز بنبرة جامحة، ذات حرقة وصدق داخلي، واستخدامات ثقافية شتى، محلية وعامية تعطي لأسلوبه فرادة وطرافة وصدقاً نادراً.
وفي مقدمة الرواية يمهد لأحداث القصة من خلال معرفته الوثيقة بصديقته الروائية الأميركية أناييس نين في باريس في خريف 1936، التي قدمته بدورها إلى كونراد تيريكان الفلكي. ويصف ميللر هذا المنجم بأنه من الأرستقراطيين الذين جار الدهر عليهم ففقدوا ثروتهم بين ليلة وضحاها. وتيريكان غير قادر على التأقلم مع وضعه الجديد، فالبحث عن عمل بالنسبة له يعتبر مهانة، على الرغم من جوعه ومرضه.

22

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

 

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى